صحف إيران:

التفاوض مع أميركا "حماقة".. وتحذيرات من نقل العاصمة.. وجدل انخفاض شعبية النظام

Wednesday, 01/15/2025

أثارت تصريحات وزير الثقافة والإرشاد الإيراني عباس صالحي جدلا واسعا في إيران خلال اليومين الأخيرين، بعد إقراره بتآكل شعبية النظام وفقدانه لرأسماله الاجتماعي.

الصحف الإصلاحية استندت لهذه التصريحات، ودعت إلى إجراء تغييرات كبيرة في السياسات الاجتماعية والثقافية المعتمدة في العقود الأخيرة، مثل قضية النساء والإنترنت وما شابه، بينما حاولت الصحف الأصولية والمتشددة نفي الأمر، وهاجمت بعضها- مثل "جوان" المقربة من الحرس الثوري- وزير الثقافة وانتقدت تصريحاته.

الصحيفة قالت إن تصريحات الوزير غير دقيقة، مستشهدة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي ارتفعت فيها نسبة المشاركة، واعتبرت ذلك دليلا على شعبية النظام.

صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، أشارت أيضا إلى هذه التصريحات، وقالت إن بعض المسؤولين في إيران لا يعرف مغزى تصريحاته بالضبط، فهل حقا يريدون كشف الحقائق أم إنهم يسيرون في ركب الأعداء لإظهار أن إيران ضعيفة وعاجزة؟

وأجابت الصحيفة أن عددا غير قليل من المسؤولين الثقافيين يعملون بشكل حثيث على تصوير إيران بأنها عاجزة، ورسم صورة مظلمة عن المستقبل.

المفاوضات مع أميركا هو موضوع آخر كان محط جدل بين الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 15 يناير (كانون الأول)، حيث تصر الصحف الأصولية والمتشددة على ضرورة عدم التفاوض مع أميركا، وتكرار التجربة السابقة للاتفاق النووي، كما حاولت هذه الصحف المعارضة للاتفاق مع واشنطن التذكير بسجل ترامب مع إيران ودوره في مقتل سليماني.

وفي المقابل رأت صحف أخرى أن المفاوضات هي الخيار الوحيد أمام طهران للخروج من المأزق الذي باتت تواجهه على مستوى الاقتصاد وعلى مستوى التعامل والتبادل التجاري مع دول العالم.

وفي شأن آخر انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية تخصيص الكثير من الميزانيات إلى المؤسسات والجهات غير الخاضعة لسلطة الحكومة، وقالت إن كثيرا من هذه المؤسسات تابعة للأطراف والجهات المتشددة.

وأكدت الصحيفة أن هذه الأطراف والشخصيات المتشددة التي تتحكم بالميزانيات الكبيرة ليس لها أي دور في معالجة المشكلات التي تواجهها إيران، وإنما هي منشغلة بمشاريعها التي غالبا تسبب الضرر للشعب الإيراني والبلد عموما.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"كيهان": من يعول على ترامب والمفاوضات "أحمق جدا"

سخرت صحيفة "كيهان"، المتشددة والقريبة من المرشد الإيراني، من دعوات التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وكتبت في عددها الصادر اليوم الأربعاء أنه في الوقت الذي يصر فريق ترامب على سياسة الضغط الأقصى ضد إيران- وكان ترامب نفسه هو من انسحب من الاتفاق النووي وأمر باغتيال قاسم سليماني- نلاحظ اليوم بعض الأطراف في الحكومة الإيرانية تؤكد على ضرورة المفاوضات.

وأضافت: من المفارقة أنهم يلصقون طابع "المفاوضات العزيزة" أو "المفاوضات الحافظة للمبادئ" وهو اسم على غير مسمى، إذا لا يمكن أن تتم مفاوضات عزيزة وتحافظ على الأسس والمبادئ مع الإدارة الأميركية القادمة بقيادة دونالد ترامب صاحب السجل الأسود تجاه إيران.

كما طالبت "كيهان" الداعين إلى هذه المفاوضات إلى الاعتبار من تصريحات ظريف، وتجنب تكرار الأخطاء التي جلبت الخسائر على إيران، وقالت: "على الرغم من كل هذه الخسائر والاعترافات التي أدلى بها ظريف، يقوم البعض اليوم بالدعوة إلى المفاوضات من جديد، وكأنهم نسوا هذه النتائج المريرة التي سببها الاتفاق النووي".

وختمت الصحيفة بالقول إن الذي يدعو إلى إيجاد الحلول والتفاهمات مع ترامب يجب أن يكون أحمق للغاية، مشيرة إلى تصريحات لروحاني وظريف كانا قد أدليا بها حول اتفاق إيران مع أميركا على رفع العقوبات عن قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والنقل والتجارة، كما تعهدت أميركا بالإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، لكن لم يحدث شيء من هذا لاحقا، وهو ما يؤكد عبثية خوض جولة جديدة من المفاوضات مع واشنطن، حسب قراءة الصحيفة.

"اعتماد": الخصومة والصراعات سببها غياب المفاوضات الحقيقية

قالت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن أي صراع أو خلاف وخصومة يتضمن في طياته غياب الحوار والتفاوض، فالمفاوضات هي فن جوهره الفهم المتقابل والمرونة والإرث الإنساني المشترك.
الصحيفة اتهمت المتشددين في إيران بطرح مغالطات كثيرة لمحاولة سلب أي فائدة من المفاوضات مع أميركا، مؤكدة أن طهران اليوم في أمسّ الحاجة إلى التوصل لاتفاق كبير وشامل مع واشنطن.

وأوضحت الصحيفة أن المتشددين يوردون بعض النماذج من الدول الأخرى في عبثية المفاوضات، متناسين الفروق الشاسعة بين إيران وهذه الدول، حيث أصبحت إيران اليوم في حاجة وضرورة ملحة لنوع من الانفراجة الاقتصادية والسياسية لمنع مزيد من التأزم والمخاطر المحدقة بها من كل الجهات.

"شرق": مشكلات إيران لن تحل بنقل العاصمة إلى مكان آخر

انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية الدعوات والحديث المتكرر لبعض المسؤولين على نقل العاصمة إلى مدينة مكران، جنوبي إيران، كحل لمواجهة الأزمات التي تواجهها طهران على صعيد التلوث والازدحام.

وخاطبت الصحيفة رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان بالقول: "يا سيادة الرئيس لا تسمحوا للبعض باستنساخ التجارب الفاشلة، وإهدار الموارد المادية لمشاريع فاشلة سلفا، في وقت تواجه فيه إيران أصعب الظروف وأشد التحديات".

الصحيفة أوضحت أن المشكلات لن تعالج عبر نقل العاصمة، فمثل هذه المشاريع ما هي إلا إلهاء للمسؤولين الحكوميين، وأموال يجنيها بعض المستشارين من هذه التغييرات المحتملة.
ودعت صناع القرار إلى البحث عن جذور المشكلة التي أوصلت إيران إلي هذا الحال من التردي الاقتصادي والثقافي والاجتماعي .

كما دعت الصحيفة السلطة إلى إعادة النظر في كثرة المشاريع غير المكتملة، وقالت إنه وفقا لتصريحات بعض المسؤولين السابقين فإن إيران فيها اليوم أكثر من 81 ألف مشروع على مستوى المحافظات غير مكتمل، وأكثر من 3 آلاف مشروع وطني، تحتاج إلى نحو 500 مليار تومان لإكمالها.

مزيد من الأخبار