اعترض أهالي القتلى والجرحى في أحداث "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش، ببلوشستان إيران، على الأحكام الصادرة بحق من أطلقوا النار على ذويهم، وعلى دفع النظام لـ"الدية"، واعتبروا ذلك دليلا على عدم وجود إرادة جدية لتحقيق العدالة، مطالبين منظمات حقوق الإنسان بإجراء تحقيقات مستقلة.
واعتبر البيان الصادر عن عائلات الضحايا والمصابين أن الأحكام الصادرة، والتي شملت "عقوبات زهيدة" فقط بحق عناصر غير قيادية، هي نتيجة محاكمة "شكلية" تعكس "عدم وجود إرادة لمحاكمة الجهات الرئيسية التي أمرت بهذه المأساة".
وطالبت عائلات القتلى والجرحى في "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش، عبر بيانهم الذي نُشر اليوم الخميس 16 يناير (كانون الثاني)، منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بإجراء تحقيقات مستقلة لتحديد "الجهات التي أمرت بتنفيذ هذه الجرائم والفاعلين الرئيسيين فيها" ومحاكمتهم.
الأحكام الصادرة بحق المتهمين
في 12 يناير (كانون الثاني)، أعلن علي موحدي راد، رئيس القضاء في محافظة بلوشستان، عن دفع "الدية" لعائلات الضحايا وعقوبة السجن لمدة 10 سنوات للمتورطين في إطلاق النار، مشيرًا إلى أن عناصر الأمن المتورطين في إطلاق النار على المتظاهرين في زاهدان يوم 30 سبتمبر (أيلول) 2022، والمعروف باسم "الجمعة الدامية"، قد تمت تبرئتهم من تهمة القتل العمد.
وقال موحدي راد خلال اجتماع مع شيوخ العشائر وقادة الطوائف في بلوشستان إنه أثناء النظر في القضية، تم اعتبار اتهام عناصر الأمن بالقتل العمد، لكن لم يتم تحديد "من أطلق النار بالضبط وبأي سلاح".
وأثارت هذه الأحكام احتجاجات واسعة من نشطاء حقوق الإنسان وعائلات الضحايا.
مطالبات سابقة بمحاكمة الجناة
وكان مولوي عبدالحميد إسماعيل زهي، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، قد طالب سابقًا بمحاكمة "الجهات التي أمرت بتنفيذ إطلاق النار والمنفذين"، لكن تبين من خلال تصريحات رئيس القضاء في زاهدان أن الأحكام صدرت فقط بحق منفذي إطلاق النار.
وأفاد إسماعيل زهي أيضًا عن وجود ضغوط على المسؤولين القضائيين المعنيين بهذه القضية.
"الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش
وأشار أهالي القتلى والجرحى في "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش في بيانهم إلى أن "الجمعة الدامية في زاهدان" كانت مأساة في تاريخ بلوشستان وإيران، وسُجلت كواحدة من حالات القمع الوحشي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأكدوا أن القوات المسلحة التابعة للنظام الإيراني قامت، دون سابق إنذار وبشكل منهجي، بقتل المصلين العزل، مما أدى إلى "مقتل أكثر من 120 شخصًا وإصابة أكثر من 300 آخرين".
وبعد أحداث "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش، بدأت احتجاجات كل جمعة في زاهدان، واستمرت لعدة أشهر رغم الضغوط الأمنية على المحتجين.
وبعد حوالي شهر من "الجمعة الدامية" في زاهدان، نفذت قوات النظام مجزرة مماثلة في مدينة "خاش". ففي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أطلقت القوات الأمنية والعسكرية النار على المتظاهرين في "خاش" باستخدام الذخيرة الحية.