أطلق السفير الإيراني في روسيا، كاظم جلالي، مجموعة من الوعود، قبيل زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو، لتوقيع اتفاقية سرية لمدة 20 عامًا مع الروس، بما في ذلك ربط شبكة "شتاب" الإيرانية بنظام الدفع الروسي "مير"، وهي وعود سبق أن تكررت مرارًا دون تنفيذ.
كما صرح كاظم جلالي، لوكالة "تاس" قائلاً: "بغض النظر عن التطورات الأخيرة في سوريا، فإن التعاون بين موسكو وطهران لن يتأثر بالدعاية الغربية وأعداء البلدين". وأضاف أن زيارة الرئيس بزشكيان إلى موسكو وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية يُظهران التزاماً قوياً من قِبَل قادة البلدين".
وأكد جلالي في مقابلة تلفزيونية على إنشاء "منصة مراسلة سرية" بين إيران وروسيا، مشيرًا إلى أنه بفضل هذه المنصة، لن تحتاج الدولتان بعد الآن إلى نظام "سويفت".
يشار إلى أن نظام "سويفت"، وهو اختصار لـ"جمعية الاتصالات المالية بين البنوك العالمية"، يتيح للأفراد في مختلف الدول إجراء التحويلات المالية. وقد تم منع وصول إيران إلى هذا النظام منذ عام 2011 بسبب العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مما أجبر الإيرانيين على الاعتماد على مكاتب الصرافة للتحويلات المالية.
كما أعلن السفير الإيراني عن مساعٍ لربط شبكة "شتاب" بنظام "مير"، مشيرًا إلى أن محمد رضا فرزين، رئيس البنك المركزي الإيراني، سيجتمع اليوم الجمعة 17 يناير (كانون الثاني) 2025، بنظيره الروسي لمناقشة الاتفاق النقدي.
ومع ذلك، فإن هذا المشروع قيد النقاش منذ عام 2017 دون إحراز تقدم يُذكر، حيث سبق أن وصفه رؤساء سابقون للبنك المركزي بأنه في "مراحله النهائية"، لكن الوعود لم تُنفذ.
وأضاف جلالي أن عام 2025 سيكون عام حل القضايا النقدية والمصرفية بين إيران وروسيا، مؤكدًا أن السوق الروسية "عطشى" ويمكن لإيران الاستفادة منها.
لكن التجربة تُظهر أن إيران لم تتمكن حتى الآن من استغلال هذه السوق، حيث فضلت روسيا دائمًا الدول الأخرى للاستثمار في ظروف مماثلة.
وعود متكررة قبيل توقيع الاتفاقية السرية
يبدو أن تصريحات جلالي المتكررة حول "عطش السوق الروسية" أو ربط شبكتي "شتاب" و"مير"، التي طُرحت منذ ثماني سنوات على الأقل، تهدف إلى تمهيد الطريق لتبرير توقيع الاتفاقية السرية لمدة 20 عامًا مع روسيا.
وكانت إيران وروسيا قد وقعتا اتفاقية استراتيجية لمدة 20 عامًا في عام 2001 خلال رئاسة محمد خاتمي. ومع انتهاء صلاحيتها في عام 2021، تم تمديدها تلقائيًا لمدة خمس سنوات. وبعدها بذلت حكومة إبراهيم رئيسي جهودًا كبيرة لتوقيع اتفاقية جديدة.
ومثل الاتفاقية الصينية الإيرانية لمدة 25 عامًا، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل شفاف، لم تقدم طهران وموسكو معلومات شاملة حول تفاصيل الاتفاقية الاستراتيجية الجديدة. لكن روسيا أشارت إلى أن اتفاقية عام 2001 شملت التعاون في مجالات "الصناعة والتكنولوجيا والمشاريع الأمنية والطاقة وبناء محطات الطاقة النووية".
وكان جلالي قد وصف زيارة بزشكيان المرتقبة إلى موسكو، المقررة في 18 يناير 2025، بأنها "تاريخية"، حيث سيتم خلالها توقيع الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا.