صحف إيران:

خسائر طهران من العقوبات.. و"غموض" موقف خامنئي.. ودور إسرائيل في اغتيال القاضيين

Tuesday, 01/21/2025

مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض تحول ملف المفاوضات مع أميركا إلى موضوع محوري في تغطية الصحف اليومية في إيران، حيث اختلفت قراءات هذه الصحف ومواقفها من المفاوضات بين مشدد على ضرورة التفاوض والوصول إلى اتفاق، وبين محذر منها ومن تبعاتها.

صحيفة "كيهان" المتشددة وصفت كل من يدعو إلى ضرورة التفاوض بأنه "منخدع ومغتر"، وادعت أن موقف المرشد علي خامنئي من المفاوضات واضح وجلي، حيث يؤكد أنه يقبل بإجراء مفاوضات مع الأوروبيين، لكن بالنسبة لأميركا فهو رافض في الوقت الحالي.

في المقابل رأى حسين مرعشي، السياسي الإصلاحي المعروف في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، اليوم الثلاثاء 21 يناير (كانون الثاني)، أن المرشد خامنئي التزم الصمت حيال ملف المفاوضات مع أميركا في الفترة الأخيرة، ولم يتناول هذا الموضوع في خطبه وكلامه، لكنه عندما يتكلم فإن المتشددين سيصمتون إن كان خامنئي موافقا على إجراء هذه المفاوضات.

صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، قالت إن فشل الاتفاق النووي حمّل إيران خسائر تقدر بـ240 مليار دولار، مشددة على ضرورة أن تحدد طهران أهدافها بشكل جيد من المفاوضات، وأن تضع مراحل لرفع العقوبات عنها، ولا تكون عشوائية وغير واضحة في مطالبها.

كما قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إن على الحكومة الإيرانية أن تقوم باستطلاعات رأي للمواطنين أو تجري استفتاء شعبيا لمعرفة الموقف من المفاوضات مع أميركا، وأكدت على ضرورة أن تباشر إيران المفاوضات مع أميركا، وتبرم اتفاقا جديدا معها.

صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، هاجمت حكومة بزشكيان وقالت إنها منشغلة بقضايا ثانوية مثل رفع الحجب أو إطلاق سراح السجناء، لكنها تهمل معالجة الأزمة الاقتصادية والمشكلات التي تواجه إيران.

في شأن منفصل انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" مدير تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري، المعروف بقربه وولائه للمرشد علي خامنئي، بعد حديثه عن عدم امتلاك الرئيس مسعود بزشكيان صلاحيات تخوله بالحديث عن استعداد إيران للتفاوض، وقالت: "من يقولون إن الرئيس بزشكيان لا صلاحيات له، فلماذا يحملونه وحكومته مسؤولية الأزمة الاقتصادية؟".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"شرق": يجب التوقف عن المفاوضات العبثية وأميركا لن ترفع العقوبات عن طهران بسهولة

أشار الخبير السياسي مصطفى هاشمي طبا، في مقال بصحيفة "شرق" الإصلاحية، إلى تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول استعداد طهران للتفاوض مع أميركا، وقال إن الحكومة ورئيسها ليسا من يقرر بشكل نهائي بشأن ملف التفاوض مع أميركا من عدمه، قائلا: "السيد بزشكيان قال إننا جاهزون لكي نتفاوض مع أميركا، لكن ليس معلوما بالتحديد على ماذا سيتم التفاوض، يجب أن نخرج من دوامة المفاوضات من أجل المفاوضات".

وتابع الكاتب: "منذ سنوات ونحن نتحدث عن موضوع المفاوضات، ونتفاوض من أجل أن نرتب للمفاوضات القادمة، وحان الوقت للخروج من هذه الدوامة الفارغة، ولو كنا راغبين في التخلص من العقوبات فيجب أن ندرك أن واشنطن لن ترفع هذه العقوبات بسهولة، ودون أن نظهر إرادة حقيقية".

ولفت هاشمي طبا، الذي كان أحد مرشحي الرئاسة الإيرانية عام 2017، إلى أن المفاوضات التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي كان الطرفان فيه يعرفان على ماذا يتفاوضان، وأي هدف يريدان أن يصلا، لكن اليوم لا نعرف ماذا نريد وأي هدف نريد أن نصل من وراء هذه المفاوضات.

"اطلاعات": التلفزيون الإيراني يحاول التخويف من الاتفاق مع واشنطن وعرقلة المفاوضات المحتملة

صحيفة "اطلاعات"، المقربة من الحكومة أيضا، انتقدت نهج التلفزيون الإيراني- الذي يعين خامنئي رئيسه ومديريه- بعد هجماته الأخيرة على الداعين إلى المفاوضات، وقالت: "على الرغم من أنه ليس هناك أي تقدم في موضوع المفاوضات إلا أننا نرى بدء مؤسسة التلفزيون الإيراني هجماتها على التفاوض وشخص ظريف بسبب دعواته لضرورة التفاوض".

وأكدت الصحيفة أن المعارضين لملف المفاوضات يؤكدون على أن لا يتم العمل على رفع العقوبات، لكنهم في الوقت نفسه لا يقدمون بديلا لإخراج البلد من أزمته الاقتصادية الطاحنة.

وأوضحت أن هؤلاء المعارضين للاتفاق النووي والتفاوض مع الغرب دأبوا في الفترة الأخيرة على تضخيم العيوب في الاتفاق النووي وآثاره السلبية، ليقتلوا في النطفة أي تبلور للمفاوضات ولاتفاق جديد بين طهران وواشنطن.

"همشهري": إسرائيل هي المتهم الأول في اغتيال القاضيين الإيرانيين

اتهمت صحيفة "همشهري" الأصولية إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال القاضيين الإيرانيين علي رازيني ومحمد مقيسه في طهران صباح السبت الماضي 18 يناير (كانون الثاني).

وأكدت الصحيفة أن الدافع في هذا الاغتيال لشخصيتين بارزتين من السلطة لم يكن شخصيا، مثل الانتقام. بل كان هذا الحدث عملية اغتيال مخططا لها بعناية، تقف وراءها أطراف خارجية معينة.

وأوضحت "همشهري" أن هذين القاضيين كانا مسؤولين عن ملفات خطيرة خلال الثورة، متسائلا: ما المنظمة التي تقف خلف هذه الاغتيالات؟ إما أن يكونوا عناصر من آلة الاغتيال التابعة لإسرائيل، أو منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة. لكن، تضيف الصحيفة، الاحتمال الأكبر هو أن هذا العمل من تنفيذ عناصر تابعة لإسرائيل.

وذكرت الصحيفة الإيرانية أن الرسالة التي أرادت تل أبيب إيصالها هي إبلاغ المسؤولين الإيرانيين أن إسرائيل يمكنها اغتيال من تشاء أينما تشاء. مثل هذا العمل يهدف إلى نشر الخوف في أعماق مسؤولي إيران.

وحذرت الصحيفة من خطورة ملف التجسس والعمالة في الداخل الإيراني، وقالت إن لدى إيران أزمة تجسس، وهذه قضية خطيرة جدا.

وأشارت إلى أن منظمات الاغتيال، خاصةً العناصر التابعة لإسرائيل، موجودة في إيران. ويجب على الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإيرانية أن تبذل جهودا أكبر بكثير في ما يتعلق بتسلل الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية ووجودها.

مزيد من الأخبار