قال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، أصغر جهانغیر، إن المواطن السويسري المتوفى في سجن سمنان كان مولودًا في ناميبيا، وأن وفدًا من سفارة سويسرا، برفقة طبيب معتمد، حضر إلى المكان وأكد "انتحاره".
وأعلن جهانغیر، يوم الأربعاء 22 يناير (كانون الثاني) أن هذا الشخص دخل إيران في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي عبر معبر "دوغارون" الحدودي مع أفغانستان "بسيارة خاصة مجهزة بأجهزة تقنية"، بصفته سائحًا.
ووفقًا للمتحدث باسم السلطة القضائية، "في يوم الحادث، والذي يوجد فيلم له"، قام بإطفاء كهرباء الزنزانة في غياب زميله في الزنزانة، و"في نقطة لا يمكن للكاميرات مراقبتها، استخدم ستارة الحمام لشنق نفسه".
كانت وكالة "ميزان" الإخبارية، التابعة للسلطة القضائية، قد أفادت في 9 يناير (كانون الثاني) الجاري بأن مواطنًا سويسريًا كان محتجزًا في سجن سمنان بتهمة "التجسس"، قد انتحر.
وبعد يوم واحد، أعلنت الحكومة السويسرية ردًا على استفسار من "إيران إنترناشيونال" أن هذا الرجل السويسري كان يبلغ من العمر 64 عامًا، وقد سافر إلى إيران للسياحة.
ووفقًا لتصريحات جهانغیر، تم تسليم جثة هذا الشخص، المولود في ناميبيا، إلى سفارة سويسرا في طهران.
ونقلت "مشرق نيوز"، وهي وسيلة إعلامية مقربة من جهاز استخبارات الحرس الثوري، عن "مصدر أمني مطلع" أن هذا المواطن السويسري اعتقل من قبل عناصر جهاز استخبارات الحرس الثوري في إحدى مدن محافظة سمنان، أثناء قيامه "بجمع المعلومات وأخذ عينات من التربة في الصحراء"، بالتزامن مع هجوم إسرائيلي على أهداف عسكرية في إيران، بما في ذلك في شاهرود.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية اليوم إن هذا الشخص "تم اعتقاله في منطقة دلتا العسكرية أثناء تصويره لمنطقة محظورة"، وتم اتهامه "بالتعاون مع حكومة معادية".
وأضاف جهانغیر أن هذا الشخص كان نباتيًا، وأن "سجن المنظمة قدم له كل أنواع المساعدة".
وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية ردًا على "إيران إنترناشيونال" أن الوصول القنصلي إليه في المراحل الأولى من التحقيق لم يكن ممكنًا بسبب التهم المتعلقة بالأمن الوطني الموجهة ضده.
اتهامات بالاحتجاز كرهائن
في السنوات الأخيرة، اعتقلت إيران عشرات المواطنين الأجانب أو مزدوجي الجنسية، غالبًا بتهمة التجسس أو ارتكاب جرائم أمنية.
ويرى نشطاء حقوق الإنسان والمراقبون للشؤون السياسية في إيران أن اعتقال إيران لمواطني الدول الغربية هو بمثابة "احتجاز رهائن حكومي"، ويقولون إن طهران تستخدم هذه الحيلة للضغط على الغرب والحصول على مكاسب.
وفي واحدة من آخر هذه الاعتقالات، وبعد اعتقال محمد عابديني نجف آبادي، المواطن الإيراني، في مطار ميلانو بإيطاليا، اعتقلت إيران الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا، الموجودة في إيران.
وتم الإفراج عن سالا في 8 يناير (كانون الثاني) بعد قضائها 20 يومًا في سجون النظام الإيراني، وبعد أربعة أيام من ذلك، أصدر كارلو نورديو، وزير العدل الإيطالي، أمرًا بالإفراج الفوري عن عابديني نجف آبادي.
ويتهم عابديني نجف آبادي بالضلوع في نقل تكنولوجيا طائرات مسيرة إلى إيران، والتي تم استخدامها خلال الهجوم المميت الذي شنته القوات الموالية للنظام الإيراني على القوات الأميركية المتمركزة على الحدود بين الأردن وسوريا في يناير الماضي.