كتب وزير الخارجية الأميركي الجديد، ماركو روبيو، في رسالة إلى السيناتور تيد كروز أن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يسعى لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وفي رده المكتوب على سؤال السيناتور تيد كروز، أشار روبيو إلى الاتفاق النووي قائلاً: "أعتقد أن من مصلحة أمننا القومي أن يعيد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي."
وأضاف روبيو: "سأنفذ توجيهات الرئيس وسأتعاون مع حلفائنا لضمان تفعيل آلية الزناد (Snapback) لإعادة فرض العقوبات."
لم تُنشر رسالة روبيو بالكامل، وقرأ كروز فقط أجزاءً منها خلال جلسة تثبيت ترشيح إليس ستيفانيك، مرشحة ترامب لتمثيل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
المثلث المعارض لإيران
يُعد روبيو، وكروز، وستيفانيك من أبرز داعمي إسرائيل ومن معارضي طهران، حيث يسعون إلى الضغط على النظام الإيراني للحد من دعمها للجماعات المسلحة المتحالفة معها ولإيقاف تقدم برنامجها النووي.
وقالت ستيفانيك: "مواجهة إيران أولوية قصوى، وقد كانت هذه الجهود ناجحة خلال الفترة الأولى لرئاسة ترامب."
ووفق الاتفاق النووي، إذا قرر أي طرف من أطراف الاتفاق أن إيران لم تفِ بالتزاماتها، يمكن تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي تم تعليقها.
وعند تفعيل آلية الزناد، تعاد العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق تلقائياً بعد 30 يوماً، ما لم يصوّت الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بالإجماع على استمرار تعليق العقوبات.
يذكر أنه في عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي بحجة أن رفع العقوبات أتاح لإيران موارد مالية مكّنتها من تعزيز قوتها ودعم حلفائها الإقليميين مثل حماس وحزب الله.
وبما أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق، فإنها لا تستطيع بمفردها تفعيل آلية الزناد، لكنها وعدت بالضغط على الحلفاء الأوروبيين لاتخاذ هذه الخطوة.
ومع ذلك، فإن روسيا والصين، اللتين عززتا علاقاتهما مع إيران في السنوات الأخيرة، من غير المرجح أن تدعما هذا التحرك.
لذلك، يقع تفعيل الآلية على عاتق الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق، وهي فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا. وبحسب تقارير، تجري هذه الدول حالياً محادثات مع إيران بشأن الخطوات المقبلة لإنقاذ الاتفاق.
وأعلنت بريطانيا أنها قد تضطر في النهاية إلى تفعيل آلية الزناد، مشيرة إلى تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم، وهو تقدم يقربها من بناء قنبلة نووية.
وإذا لم تتم إحالة موضوع عدم التزام إيران إلى مجلس الأمن بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2025، فستُفقد القدرة على إعادة فرض العقوبات بموجب قرار الأمم المتحدة الذي صادق على الاتفاق.
إيران: التفاوض أو التصعيد
أعلنت إيران العام الماضي استعدادها للتوصل إلى اتفاق، أو التصعيد إذا لم يتعاون الأطراف الآخرون.
وفي تصريح قاله عباس عراقجي، عندما كان نائبا لوزير الخارجية الإيراني، العام الماضي: "نعتقد أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، ولكن بشكل محدود ومشروط برغبة الأطراف الأخرى في إظهار إرادة حقيقية. دون هذا الالتزام، سنتبع مساراً بديلاً."
ومن جانبه، أعرب السيناتور كروز عن غضبه، متهماً إدارة بايدن السابقة بأنها سمحت لإيران بتحقيق مزيد من التقدم النووي، وقال إنه يجب على ترامب وقف هذا التقدم.
وقال كروز: "عندما يهتف آية الله بشعار الموت لأميركا، فهو يعني ذلك حرفياً. أعتقد أنه إذا استطاع تفجير سلاح نووي فوق مدينة أميركية، فلن يتردد في فعل ذلك."
واختتم قائلاً: "لا أعتقد أن هذا تهديد يمكن للولايات المتحدة تحمله، وأنا واثق أن الرئيس ووزير الخارجية يشتركان في هذا الرأي."