أكد وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، مرة أخرى، رفضه للتفاوض مع الولايات المتحدة، ودعا إلى الالتزام بما سماه "استراتيجية المقاومة".
وأعلن، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، أن الولايات المتحدة لم تلتزم بوعودها في المفاوضات السابقة، بما في ذلك الاتفاق النووي ومفاوضات عمان، والمحادثات حول أصول إيران في قطر وكوريا الجنوبية.
كما عارض خطيب أي نوع من "المفاوضات الإجبارية"، وحذر من أن واشنطن ستستمر في الضغوط لخلق ظروف لمفاوضات إجبارية.
تأتي هذه التصريحات في وقت أعلن فيه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وبعض مسؤولي حكومته، استعدادهم للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة؛ حيث قال بزشكيان، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، إن طهران مستعدة للدخول في مفاوضات "شريفة ومتساوية" مع واشنطن.
ومع ذلك، عارضت بعض المؤسسات والشخصيات المقربة من المرشد الإيراني، مثل صحيفة "كيهان"، وممثل علي خامنئي في محافظة خوزستان، محمد نبي موسوي فرد، هذا النهج.
ووصفت "كيهان" المفاوضات مع أميركا بأنها "جنون" وسلوك "غير شريف وغير مبدئي"، بينما قال موسوي فرد، في خطبة الجمعة، 24 يناير (كانون الثاني)، إن "المفاوضات مع أميركا هي مسألة تقع ضمن صلاحيات المرشد فقط ولا ينبغي للآخرين التدخل فيها".
وفي الوقت نفسه، نُشرت تقارير عن سعي إيران إلى أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة، عبر دبلوماسيين أوروبيين، تشير إلى أن طهران ترغب في التفاوض للوصول إلى اتفاق جديد ومختلف عن الاتفاق النووي السابق. كما تم تداول أخبار عن مفاوضات وزير الخارجية الأسبق ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، مع مسؤولين أميركيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، لكن مكتبه نفى هذه التقارير.
وحذر خطيب، في تصريحات سابقة، من أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحد من البرامج النووية والصاروخية الإيرانية وتقليل الأنشطة الإقليمية للبلاد، وأن قبول هذه الشروط لن يؤدي إلا إلى "الإذلال والهزيمة".
يشار إلى أنه بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أثيرت مخاوف من عودة سياسة "الضغط الأقصى" من واشنطن ضد طهران، وحتى احتمال شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
وامتنع ترامب عن الإجابة بشكل مباشر عن سؤال حول دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، في حال شنت هجومًا محتملاً على المواقع النووية الإيرانية، لكنه أعرب عن أمله في أن يتم حل الملف النووي الإيراني، دون الحاجة إلى عمل عسكري.