قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب أمام اقتصاديين اليوم الأربعاء 22 يناير (كانون الثاني)، إن من يصفون النظام بأنه ضعيف "واهمون وخياليون"، وأن المستقبل سيظهر من هو الضعيف.
وتجاهل خامنئي انكسارات النظام الأخيرة في المنطقة وتراجع نفوذ طهران بشكل كبير، وقال دون أن يذكر مباشرة بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب: "أعلن ذلك الواهم الخيالي أن إيران أصبحت ضعيفة.. المستقبل سيظهر من هو الضعيف".
وللرد على التصريحات التي تتحدث عن ضعف النظام الإيراني، استشهد المرشد الإيراني بمساعدات الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان للرئيس العراقي صدام حسين في هجوم العراق على إيران، وقال: "انتهى الأمر بهذين الاثنين وعشرات الواهمين الآخرين إلى الفشل، بينما واصلت الجمهورية الإسلامية نموها يومًا بعد يوم، وهذه التجربة قابلة للتكرار بفضل الله".
وكان دونالد ترامب، الذي أصبح رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، قد صرح في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأن روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا والاقتصاد السيئ، وإيران، بسبب النجاحات العسكرية لإسرائيل، أصبحا في وضع ضعيف، ولهذا لم يتمكنا من دعم بشار الأسد.
وبعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحدث أفراد ومقربون منه عن احتمال عودة سياسة "الضغط الأقصى" لواشنطن ضد طهران، كما تم التطرق إلى احتمال شن هجوم عسكري على المواقع النووية الإيرانية.
في الوقت نفسه، أفادت بعض المصادر بأن إيران تحاول العثور على وسيط لإجراء حوار مباشر مع الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، هاجم حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، مرارًا مسؤولي حكومة الرئيس مسعود بزشكيان والرئيس نفسه، بسبب إعلانهم الاستعداد للتفاوض مع الولايات المتحدة.
موقف خامنئي من وقف إطلاق النار في غزة
ووصف المرشد الإيراني المفاوضات بين إسرائيل وحماس ووقف إطلاق النار في غزة بأنه "علامة واضحة على تحقق توقعات بقاء المقاومة وحياتها".
وكان قد تحدث سابقًا، رغم الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل لحماس وحزب الله ومقتل العديد من قادة هذه الجماعات، بما في ذلك حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، عن "قوة وحياة المقاومة".
ونقلت وكالة "رويترز" في 20 ديسمبر (كانون الأول) في تقرير لها أنه بعد هزيمة إسرائيل لحماس وحزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا، فإن "إيران هي الهدف التالي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو"، وأنه في حال عدم تراجع طهران عن برنامجها النووي، فإن هناك احتمالًا لهجوم أميركي وإسرائيلي على إيران.
وأكد نتنياهو مرارًا أن طهران، بسبب الضربات القوية التي تعرضت لها جماعاتها الوكيلة في المنطقة وتدمير أنظمتها الدفاعية الجوية في الهجوم الثاني لإسرائيل على إيران، أصبحت في وضع ضعيف ومصدومة.
واعتبر أن سقوط الأسد هو نتيجة مباشرة للضربات الإسرائيلية على إيران وحزب الله.
خامنئي: إحدى مشكلاتنا هي التعلق بالدولار
وفي خطابه، طالب المرشد الإيراني البنك المركزي مرة أخرى بفتح الطريق أمام تخصيص عملات أخرى رغم ردود الفعل المحتملة، قائلًا: "اليوم، إحدى مشكلاتنا هي التعلق بالدولار".
وأكد أن النظام المالي لـ"بريكس" والتبادلات المالية بعملات الدول الأعضاء فيه، والتي من المقرر أن تتم، "ستساعد بشكل كبير في حل هذه المشكلة".
و"بريكس" هي منظمة تأسست من قبل روسيا والصين والهند والبرازيل في عام 2006. وتم قبول طلب إيران للانضمام إلى هذه المنظمة خلال فترة رئاسة إبراهيم رئيسي.
وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لفتت صورة لعملة ورقية تحمل شعار "بريكس" في يد فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، خلال قمة المنظمة في تتارستان، انتباه وسائل الإعلام.
وحذر دونالد ترامب في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) دول مجموعة "بريكس" من أن استخدام أي عملة غير "الدولار الأميركي القوي" سيعرضها لتعريفة بنسبة 100 في المائة.
وتتمتع الصين والهند والإمارات العربية المتحدة، وهي أعضاء في "بريكس"، بعلاقات تجارية واسعة مع الولايات المتحدة والغرب.